مرض الباركنسون (أعراضه ـ أسبابه ـ العلاج)

الباركنسون أحد الأمراض المزمنة التي لا يعرف عنها الكثير من الأشخاص، فهو قد يصيب البعض في مراحل عمرية مختلفة ولكنه أكثر انتشارًا بين كبار السن ويحتاج المريض إلى الكثير من الرعاية والاهتمام حتى يستطيع التغلب على أعراضه ومتابعة حياته الاجتماعية بشكل طبيعي ومن خلال هذا المقال سوف نتعرف على طبيعة مرض الشلل الرعاش وأبرز أعراضه ومسببات المرض وأيضًا طرق العلاج.
ما هو مرض الباركنسون وما هي اعراضه؟
الباركنسون أو الشلل الرعاش عبارة عن مرض عصبي تنكسي تزيد أعراضه تدريجيًا فيصبح تأثيره على النظام الحركي بجسم المريض واضح جدًا، فهو خلل عصبي يسبب تلف في خلايا الدماغ التي تنتج الدوبامين (الناقل العصبي) ونتيجة لذلك فإنه مستوى الدوبامين ينخفض مسبب الكثير من الأعراض لدي المريض.
هناك مجموعة من الأعراض التي تبدأ تظهر على المريض مثل الرجفة التي تصيب الأطراف، وتيبس الأطراف وتصلبها، وغالبًا ما تصيب هذه الأعراض الأشخاص في عمر الـ 60 عام أو أكثر.
جدير بالذكر أن هذا المرض لا يتم الشفاء منه بشكل نهائي، ولكن تناول الأدوية بشكل منتظم يساهم في تخفيف الأعراض والسيطرة عليها، بالإضافة إلى العلاجات الجراحية التي تعمل على تحسين أعراض الشلل الرعاش.
ما هي الآلام التي يشكو منها مريض الباركنسون؟
الأعراض التي تصيب المرضى تنقسم إلى نوعين أعراض حركية وغير حركية ويمكننا التعرف عليها كالتالي:
-
الرعاش
يعرف بالارتجاف النظمي ويصيب أحد أطراف الجسم مثل اليد، والأصابع، فنلاحظ المريض يفرك الإبهام والسبابة بشكل دائم وتعرف هذه الحركة برعاش لف الأقراص، كما أن الارتجاف يصيب اليد في حالة الراحة وأيضًا لا يختفي عند الحركة وممارسة المهام البسيطة.
-
بطء الحركة
تباطؤ الحركة لدى المريض تسبب عدم قدرته على ممارسة الأنشطة اليومية البسيكة والتي قد تحتاج إلى وقت طويل جدًا من المريض، فيصبح المشي بطئ جدًا والخطوة قصيرة، عدم المقدرة على النهوض أثناء الجلوس على الكرسي.
-
تيبس العضلات
تيبس العضلات يمكن أن يصيب أي جزء من جسم المريض مسببة الكثير من الألم كما أنها تحد من الحركة فيصبح المريض غير قادر على الحركة ويشعر بالألم طول الوقت.
-
عدم الاتزان
يعاني المريض من اختلال وضع الجسم وعدم القدرة على الاتزان عند الوقوف أو الحركة فتصبح وضعية الجسم منحنية، وهذا يجعل المريض عرضة للسقوط باستمرار.
-
فقدان الحركات التلقائية
يفقد المريض القدرة على الحركات التلقائية أو اللاإرادية والتي تشمل رمش العين، أو الابتسامة، أو أرجحة الذراعين أثناء المشي.
-
تغيرات الكلام
يعاني المريض من بعض التغيرات في طريقة الكلام فيصبح يتحدث بسرعة شديدة، أو بهدوء وتعلثم، وبعض المرضى قد يعانون من التردد قبل الكلام، وأحيانًا تصبح نبرة الصوت رتيبة.
الأعراض غير الحركية
هناك بعض الأعراض غير الحركية التي تصيب مريض الشلل الرعاش وتتمثل فيما يلي:
- الخلل الإدراكي فيصبح المريض مشتت وليس لديه أي تركيز ذهني.
- الخرف.
- اضطراب النوم فيصبح عدد ساعات نوم المريض قليلة جدًا مقارنة بالأشخاص الطبيعيين.
- الاضطرابات الحسية والشعور الدائم بالألم.
أسباب الإصابة بمرض الباركنسون
حتى الآن لم يتوصل العلماء والباحثون عن السبب الرئيسي والدقيق للإصابة بالمرض ولكن توجد مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالشلل الرعاش ومن أبرزها ما يلي:
- الرجال أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض أكثر من النساء.
- الأشخاص ذو البشرة البيضاء أكثر عرضة للإصابة بمرض الشلل الرعاش أكثر من الأفارقة والآسيويين.
- يصيب الشلل الرعاش الفئات العمرية من 50 عام فما فوق ونادرًا ما يصيب الشباب.
- العوامل الوراثية والتاريخ العائلي للمرض يزيد من خطر الإصابة به ما بين أفراد الأسرة الواحدة.
- التعرض للسموم البيئية مثل المبيدات الحشرية وغيرها من المواد الكيماوية.
- تناول بعض الأدوية قد يسبب اختلال في توازن النواقل العصبية الدماغية وهذا ينتج عنه انخفاض مستوى الدوبامين.
- التعرض للإصابات الخطيرة بالرأس قد تسبب الإصابة بالشلل الرعاش.
طرق علاج الباركنسون
يجب العلم بأن الطرق العلاجية المتبعة مع مرضى الباركنسون تهدف إلى تخفيف أعراض المرض والسيطرة عليها وتحسين جودة الحياة بالنسبة للمريض وليس القضاء على المرض بشكل نهائي ولذلك فإن علاج الشلل الرعاش يشمل ما يلي:
-
العلاج الدوائي
يتم الاعتماد على الأدوية بهدف تخفيف أعراض المرض من خلال تعويض مستوى الدوبامين، أو زيادة تأثيره وفقًا لحالة المريض ومن أشهر أنواع الأدوية ذات التأثير القوي ما يلي:
- دواء الليفودوبا.
- علاجات ناهضات الدوبامين، ومنها البراميبيكسول.
- الأدوية المضادة للكولين، مثل البنزتروبين.
- عقارالأمانتادين.
- عقاقير مثبطات ناقلة ميثيل-O الكاتيكول، ومن أبرزها التولكابون أدوية مثبطات أكسيداز أحادي الأمين B، ومنها السيليجيلين
-
العلاج الجراحي
يتم اللجوء إلى العلاج الجراحي لمرضى الشلل الرعاش عندما يفقد الجسم قدرته في الاستجابة للأدوية وتصبح غير فعالة ومن العلاجات الجراحية ما يلي:
كي نواة المهاد
تعتبر جراحة كي نواة المهاد من الجراحات المنتشرة حاليا حيث تعتبر هذه الجراحة من جراحات التدخل المحدود حيث يتم ادخال ابرة تردد حراري إلى البؤرة المسببة للرعشة ومن ثم كي هذه البؤرة لتتوقف الرعشة اثناء العملية
من نتائج هذه العملية ايقاف الرعشة بنسبة من 90% إلى 100% وتحسين الاعراض الاخرى لمرضى الباركنسون مثل التصلب وبطىء الحركة والتخشب بنسبة 80%
تستغرق هذه الجراحة نصف ساعة تقريبا وتكون تحت تأثير البنج الموضعي وليس الكلي ويخرج المريض في نفس يوم العملية
العلاج بالتحفيز العميق للدماغ DBS.
تعتمد هذه العملية في اجراءها على جهاز مثل البطارية يقوم بارسال شحنات كهربية للبؤرة المسببة للرعشة عن طريق اسلاك موصلة لهذه البؤرة
يتم زرع هذا الجهاز في صدر المريض ومن ثم توصيل اسلاك إلى البؤرة المسببة للرعشة وعند تشغيل الجهاز يرسل نبضات كهربية تتحكم في الرعشة
تتم هذه العملية تحت تأثير البنج النصفي اولا حيث يتم اجراء اختبار توقف الرعشة ومن ثم البنج الكلي لزرع الجهاز داخل المريض
اثبت هذه العملية فاعليتها ايضا في ايقاف الشلل الرعاش وتحسين التصلب لدى مرضى الباركنسون لكن ما يعيبها تكلفتها العالية على معظم المرضى
التدخل الجراحي من خلال الخلايا الجذعية والعلاج الجيني
وهذا النوع من الجراحات مازال تحت الدراسة للتأكد من مدى فاعليته.
النظام الغذائي لمرضى الباركنسون
لا يوجد نظام غذائي محدد يمكن أن يعالج الشلل الرعاش ولكن الالتزام ببعض التغييرات في نوعية الطعام يمكن أن تساهم في السيطرة على أعراض المرض ولكن يمكن إتباع النصائح التالية بجانب تناول الأدوية ومنها ما يلي:
- تناول أطعمة غنية بالألياف للحفاظ على حركة الأمعاء بشكل طبيعي.
- شرب الكثير من السوائل لتجنب ضغط الدم الوضعي.
- تجنب تناول الكافيين والكحول.
- تناول أطعمة لينة لتسهيل عملية البلع,
نصائح هامة للتعايش مع مرض باركنسون
لكي يتمكن مرضى الشلل الرعاش من التعايش مع المرض فيمكن إتباع مجموعة من النصائح لتحسين جودة الحياة ومنها ما يلي:
- من الضروري ممارسة الرياضة بشكل منتظم وذلك من أجل تحسين مرونة العضلات وتوازن الجسم.
- يجب أن يحصل المريض على قدر كافي من النوم يوميًا.
- تناول أطعمة صحية.
- مريض الشلل الرعاش يحتاج إلى التعايش بشكل طبيعي مع الأهل والأصدقاء ويجب أن يتجنب العزلة.
- ممارسة أنشطة ممتعة بالنسبة للمريض للتقليل من التوتر وتجنب نوبات الاكتئاب.
إرشادات التعامل مع مريض الباركنسون
لابد من إتباع بعض الإرشادات اللازمة للتعامل مع مرضى الشلل الرعاش وتقديم كافة سبل الدعم لهم وذلك من خلال الآتي:
- لابد من متابعة مواعيد الدواء بانتظام.
- الالتزام بميعاد الفحص الفوري وعدم إهماله.
- قراءة الكثير من الكتب الخاصة بسلوكيات مريض الباركنسون والتغيرات المتوقعة التي قد تطرأ على المريض وكيفية التعامل معه.
- مساعدة المريض بشكل غير مباشر على أداء مهامه اليومية حتى لا يشعر بالعجز.
- ترك مساحة خاصة للقيام ببعض الأنشطة البسيطة مثل ارتداء ملابسه.
- تحفيز المريض باستمرار وتشجيعه على الخروج من المنزل.
- من الضروري أن يتحدث المريض عن مشاعره ومساعدته على الانضمام إلى مجموعات الدعم النفسي إذا كان في حاجة لذلك.
هل يمكن الوقاية من مرض باركنسون؟
لا يمكن الوقاية من مرض الشلل الرعاش ولكن الالتزام بنمط حياة صحي يمكن أن يساعد في تجنب التعرض للإصابة بهذا المرض ومنها الآتي:
- تجنب التعرض لخطر المواد السامة.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- تناول أطعمة صحة والالتزام بنظام غذائي صحي.
- تجنب التعرض لإصابات الرأس وأخذ كافة الاحتياطات اللازمة لذلك.
نصيحة الطبيب
مرض الباركنسون من الأمراض التنكسية اي انها تتطور باستمرار ويختلف تطورها من مريض لاخر، لكن يمكن التعامل معها، لذلك عند ملاحظة اي من اعراض المرض يجب عليك زيارة طبيب المخ والاعصاب للحصول على التشخيص والعلاج المناسب